أسفار الغربة

أسفار الغربة
تستلقي الشمس فى أحضان البحر وتقبله قبلة الغروب يتواعدا على اللقاء، تترك فى أعماقه ألواناً وحوارات وأشواقاً تستطرد الحديث فى شروق قادم وتشاور له باحمرار يمتطي وتغيب.

يتماوج البحر ويعلن غربتها وينتشر الظلام شيئاً فشيئاً وينظر الحبيب إلى حبيبته التى تتأبط ذراعه بلهفة تزيدها خوفاً.. الأيام مسرعة تقودها الليالي إلى السفر باقٍ يومان على سفره يحزم فيها باقات الحب وأسفار الغربة ينظر إليها تحادث نبضاته فى عجز اللسان عن التعبير بالكم الهائل من الكلمات والمشاعر، تنظر إليه تنتظر الرد وتقرأ كف الغيب تجهش بالبكاء. يهمس لها متمنياً أن ترحمه من سيف اللحظة يعلم علم اليقين أنه يقيم فى خلاياها ويتخللها ويسكنها وهو أيضاً . إنما الآن لا يملك إلا الوعود والحلم قلبه يعتصر و يحتضن قلبها يعاهدها على الحب وتعاهده على الانتظار والإخلاص ومضت الأيام تلو الأيام بعذابات الشوق المتجرد واللهفة للمستقبل . وعاد الحبيب بالحلم الأخضر وقرر أن يذهبا لنفس المكان وقت الغروب ليعلنا شروق حياتهما معاً ويستنشقا عبير الغد.