ثورة الأمل
إلى من سرق عمري ثلاثين عاماً وألهمني الحزن واليأس وعدم تحقيق الآمال
والأحلام إلى من جعل شبابي يمر فى لمح البصر تخترقه المشقة والتشويش والقلق
والسلبية إلى من منحني المدى فى تحقيق الوعود والصدى لصوت الاحتمالات والتمويع
اللفظي والتعطيل اللحظي إلى من يتثاءب فى وجه الأمل ليهمده ويأخذ همته ويقظته
وفطنته وإقدامه وشجاعته، إلى من جعل اللون الأبيض يتطاول على شعر رأسي وينحني
للزمن ليطلب صبغة الوعود الاستثنائية لعودة الشباب.. إلى من منح فقراتي التيبس من
أدوية مزيفة وحقن يومي بكلمات مؤقتة تتلاعب بروحي بين ساعات الشفاء واستثناء
الأحوال النفسية المجهدة إلى الإجهاد الذى لازمني من الفكر والبال المشغول طوال
الأوقات المعاشة . إلى الظلم الذى أمنحه جائزة نوبل فى حياتي والفساد الذى أمنحه
ميداليات التفوق لاتساعه وانتشاره وتوغله فى كل المؤسسات والأزمنة.. إلى الحدائق الخضراء
التى أنقذت فطرتي وحسن نواياي والأمل الذى فى جعبتي والتفاؤل الذى كاد أن يهزمه
التشاؤم لولا ثورة 25 يناير صاحبة السبق والبرق والصبر والإقدام والثبات والصمود
والشجاعة إلى شباب الثورة وشعب الثورة وجيش الثورة لأنهم منحونا شجاعتهم فصدقنا
المعجزة حين جاء النصر يقبل الشهداء الأوفياء الذين قدموا أنفسهم لتعود مصر
لطهارتها وعظمتها وتسترد هيبتها ووقارها وريادتها بين الأمم . إلى عمري القادم بين
طيات الممكن والمؤكد والصدق . إلى المستقبل العاتب على الماضي وفساده وجبروت
أكاذيبه وسلبياته وأيدلوجياته الخاطئة فى حق البشر أهدى كلماتي إلى الحرية.. إلى
مصر .
يسقط
يسقط..
الترويع والتطويع والتمويع
والتلميع والتجويع الوضيع
يسقط
التسطيح والتبطيح والتلميح
والتحقير وألاضمير وعدم التصريح
يسقط
التبديد والتبرير والتنديد والتهديد والتمديد
والتزوير والتبذير
يسقط
الاستهتار والاستحسان
والاستعمار والاستجبار
وطاعة القاسي الجـــــــبار
تسقط
السلطوية والتبعية والانتهازية
والتحقيرية والتبديدية والديكتاتورية
والندية والازدواجية والأنانية
بل تسقط أنت
وتحيا الحرية
وتحيا مصـــــــر