لفائف القشعريرة

لفائف القشعريرة

   تتأرجح الأفكار فى طيات الذكرى يترآي لها حبها القديم الذى روي عمرها فى كنف الطمأنينة، وأحست بالنشوة تعبر كيانها وتغوص داخلها بعدما احتضر الضجيج حولها وحلت ستائر الليل تداعبها، وترمي لفائف القشعريرة فى لسعة برد تطارد الحواس وتراسل اللاوعي. تأخذها إلى عالم الحلم والمشاعر المتدفقة تملكتها العودة إلى الوراء وتذكرت هجرته وقراره بالتخلي عن تحقيق الحلم الذى جمعهما ولا تعرف إلى الآن سر غربته أهي امرأة أخرى أم طموحات كبيرة جارفة أودعته فى قفص الخيال أم مشاكلهما الدائمة واختلاف وجهات النظر كحرب غير معلنة، وترك هو ساحة حياتها لها دون علم. تذكرت حالتها السيئة بعده وتمردها على الواقع ومنحنياته ولكن صورته تبلورت أمامها ووجهه الصبوح الطازج وقهوة الساعة السادسة التى كانت تجمعهما دائما حول مائدة الهمس وجمر النظرات وبسمات تفترش الماضي.. أما الآن فهي بدونه تنغمس فى مسئولياتها ودموع عفوية تترجم لوعتها ولكنها تفيق على صيحات وقهقهات تشق الجدران مع بذرة لقاء الحياة . مع جارتها فى الشقة المجاورة عروس مازالت فى شهر العسل. أما هى فقررت اعتزال الزواج.. أخبأت حسرتها فى صدرها وحيرتها فى جنبيها... ونامت.