هى والميدان

هى والميدان
أخيراً هى فى ميدان التحرير بعد أن أصرت على أن تعتنق خرائط أخرى فى عمر جديد.. لبست عباءة التمرد وخلعت عنونتها بالتابعة. واعتزلت حزب الكنبة والركود السلبي المتقطع بين خطوط تائهة. خرجت من بنود التابع المسيطر الآمر إلى هواء الحرية الحقيقية. لا تنكر أنها دخلت ميدان التحرير بقضية شخصية  تمتلك علم مصر وتلوح به ارحل أيها الوغد الذى سرق عمري ومالي وجمالي فى مشوارك.. جعلتني ألهث وراء مسئولياتي تركتني وحدي للأعباء والمعاناة واستعملتني فى تصفيف وجه اليوم حتى تهنأ براحة البال.. كانت تصرخ وتسبقها الدموع شموع على وجه الحياة .لا تبالي بشعاع الشمس وحرارة الأسفلت بل إنها ألهبت حماسها ودفاعها عن ماضيها وحاضرها ومستقبل بناتها.. ارحل أيها المستعمر سأجعل خوفى ينتحر على شرفات الشجاعة من اليوم لا تراجع ولا استسلام لك يا زوجي أيها الأناني المغرور. ارحل عنى أو عن وجه أرضي وغادر, حديقتي لي ولبناتي هن أيضا مثلي يشعرون بالهزيمة رغم وجودك معنا بخيل أنت بمشاعرك تمنحنا بقاياك وتأمرنا بالطاعة لا جدال ولا حوار. كل ما لديك قهر إجباري بحجة الخوف على البنات وتطويع الممتلكات لشأنك وأنت قابع أمام التلفاز تبحث عن شخصية وإجابة أيها المشوش.
هكذا قال لك أخوتك على نفس النمط السابق للماضي تنتهج نهجهم دون محاولة للتطوير والنهوض. تأخذ مرتبي كل أول شهر وتترك لي القليل حتى تنعم بالسطوة على حسابي بحجة زواج البنات ومتطلبات اليوم وليس من حقي أن أسأل كم حسابك الآن فى البنك تتزمجر ويهتز عرش أنانيتك عند السؤال وتتباهي أمام الناس أنك تعمل حساب للزمن وكأنك وحدك تصنع خيوط الحماية دون أن تذكر اسمي فى فواتير أرباحك ومقتنياتك. ارحل أيها الألم المستوطن فى خلايا الدقائق.. يا غرفتي الخاوية من الدفء والحنان والحب والحياة.
هى تهتف بين المتظاهرين بالتحرير وتلوح بعلم مصر بكل أعصابها وكيانها ارحل أغرب عن وجهي و بجانبها صور متكررة لسيدات مثلها بنفس الحماس ولكنهم لا يدرون أن قضيتها شخصية ولا تقصد مصر على الإطلاق بل إن واحدة ممن بجانبها ابتسمت لها وأخرجت منديلاً من حقيبتها لتمسح دموعها المنهمرة ومنحتها بعض الماء لتهدأ.. وقالت لها لهذه الدرجة وطنيتك تفوق الجميع أتحبين مصر هكذا وغيورة عليها أنا أدعوك للاشتراك معنا فى جمعية نسائية هدفها تحقيق العدل والمشاركة المجتمعية للمرأة وتوعية الشباب والمرأة بقضية الوطن وتعديل المسار.. اندهشت هى من دعوة السيدة التى جففت دموعها وشاركتها الموقف تبادلا أرقام الهاتف ولكنها بحثت عن زميلتها التى دخلت معها الميدان بنفس القضية الشخصية لما كان لها من خلاف أيضا مع زوجها يشابه حالتها وجدت زميلتها تبعدها قليلاً وتهتف مثلها وتلوح بعلم مصر بكل ما بها من قوة وحماس. تقاربا سألتها كم الساعة أنتبهتا أنهما على شاكلة هذه الحالة ما يقرب من ساعتين تقريباً وأيضا عندما سجلت رقم الهاتف للسيدة عضوة الجمعية النسائية تصفحت الأرقام وجدت أن بناتها وزوجها اتصلوا ما يقرب من عشرين مرة يا لها من ورطة.. أفصحت لزميلتها هند أيضا هى الأخرى انتبهت لهاتفها وجدت نفس الحالة من زوجها وأولادها فاتفقا على أن يخرجا من الميدان ليعودا للمنزل.. وفى الطريق انتبها الاثنتين ماذا نقول لزوجينا لو علما ما فعلنا ستقوم المشاكل بكافة أطيافها فلقد استأذناهما الخروج لزيارة رئيسة القسم فى بيتها حيث إنها مريضة وأجرت عملية جراحية وكان لابد من واجب الزيارة والزوجان من حزب الكنبة لا يدركان معنى المشاركة المجتمعية والوطنية، ولا يتمتعان بشجاعة التواصل والحوار والمواقف وصدى الصوت الحر..  هما من فئات المكلمنجية فقط ولذلك هما أصدقاء. حتى فى حفاوتهم بالتواجد فى القهوة على ناصية الشارع، يتحدثان عن كل القنوات الفضائية هذا قال , هذا أختلف , يلهثان وراء الوقت الضائع الفاقد لقيمته وتشاطرهم الأفراح رائحة الشيشة والدخان المجاور لضوضاء الجالسين على نفس النمط. وفى المساء يعودان لمنازلهما يتناولان طعام العشاء ثم النوم حتى يتسنى لهما الاستيقاظ مبكراً للذهاب للعمل ولا يبالي أحدهما إلا قليلاً بما تفعل وتعاني سيدة المنزل وأولادها هذه رقائق الدقائق.. والسيدتان كانتا من أحلامهما خوض تجربة الذهاب للميدان فعندما تشاهدان هذه الأحداث والتفاعلات البشرية العظيمة فى التلفاز والصحف تتفاعلان وتنفعلان بهذا الحلم والمشاركة الواقعية.. وقد تحقق هذا بفضل رئيستهم المريضة لأن مسكنها يبعد عن الميدان بحوالي ثلث ساعة سيراً على الأقدام وقد قررا سوياً تحقيق الهدف بعد زيارة المريضة شجعتهما هى أيضاً للذهاب للميدان وخوض التجربة والمشاركة الوطنية هذا حق مصر وأيضاً حق أبنائكن فى التغيير لمستقبل أفضل وكان ما كان من خوضهن للاشتباك مع دائرة الشجاعة والنهوض بالذات لتحقيق الهدف والرؤية على أرض الميدان، أجمل وأنقي وأعمق من المشاهدة عبر توابع حزب الكنبة والمقاعد البعيدة عن دائرة الصمود والصعود إلى فرض حب الوطن وامتزاجه بالقضية الشخصية ليخرجا من الميدان بالإصرار على العودة ومحاولة تغيير الحياة بمرونة الحوار المقنع الهادئ البليغ أحياناً مع الأزواج.. هكذا أصرت السيدتان على تنمية وعيهما ولا عودة لما سبق من تبعية لقد بث الميدان فى الروح والقلب نبض الدفاع عن القضية الشخصية لأنها جزء من القضية العامة ولابد من بدء المحاولة وهذا ما يتحقق بالفعل اتفقتا على قول ما يفيد ويقنع على أن يطمئنا الأزواج والأولاد أنهما بخير، وأن زحام الشارع وامتلاءه بأفواج المتظاهرين وأيضا زحام المترو ومحاولة من البعض باقتحام قضبانه لخضوع سائق المترو للتوقف ولتعبير المعتصمين عن العصيان كان هو الدافع  لعدم متابعة الهاتف والضجيج أيضا. وفعلاً عندما وصلنا إلى منزلهما عرضتا هذه القصة القريبة من الواقع لحدوثها بالأسبوع الماضي ولقد حذرهما الزوجان من الذهاب ولكنهما أصرا على زيارة رئيستهما المريضة لأنه واجب ولأنها صديقة لهما ولها الفضل عليهما والزيارة واجب الصداقة , وعند دخول كل واحدة منزلها أستقبلها أبناؤها وزوجها بالبكاء والحفاوة على سلامتها و لم يستبعد الزوج الحكي والقصة المدبرة لأن المظاهرات المنادية برحيل الحاكم تملأ الشوارع والميادين واكتفيا بأن سيدة المنزل عادت بسلام لتباشر عملها المعتاد حتى ينعما بالحياة وراحة البال ولكن أصرت الزوجتان على أن تكون انتفاضة الحياة الداخلية للأسرة كما كانت فى الميدان وارتديا عباءة الإصرار وحاولتا مراراً وتكراراً أن تخرجا أزواجهما من حزب الكنبة إلى حزب المشاركة المجتمعية الميدانية بعد مجهود مضني يتأرجح بين المحايلة والإصرار والمجاهدة والوعيد وحتى وصلتا إلى طلب الانفصال إذا لم يخضع الزوج للمشاركة لأنه جزء من مجتمع وأيضا تغيير نهج الحياة بسيف الحوار والتفاهم وكانت المفاجأة بالفعل ناجحة من شدة إصرار السيدتين فى الجمعة التالية.. خرجوا جميعاً للميدان يحملون الأعلام هم وأولادهم للمشاركة فى تحرير النفوس والأبدان والعقول من السلبيات والتبعية وهتفوا جميعاً ارحل. ارحل. ارحل.
ومن أعلى المنصة بالميدان يشارك الشعراء والشاعرات بقصائدهم وكلماتهم الحماسية النثرية والغنائية واللغة الخطابية الدينية التى تدعو للوسطية  .

الثورة العظيمة
يا أيتها الثورة العظيمة
مزقت أفكارى القديمة
ودعت أحزاني
ورشقت يأسي
لما انتزعت الحياة الكريمة
صندوقى أعددت نظامه
حتى خطواتي العقيمة
تحررت من معتقدات الهزيمة
وثقت فى يومى وقصيدتي
وثقت فى صوتي ومحبتي
وثقت فى بلادي وانتمائي
وحتى فى ظروفى اليتيمة
أعددت للفرح الوليمة
يا أيتها الثورة العظيمة
ذهبت لميدان التحرير
فزارتني الشجاعة
حررت نفسي المستكينة
بين ضفاف الانتظار أنا مقيمة هنا
أرفع شعارات الحق والعزيمة
يا أيتها الثورة العظيمة
تحريرك حررني
وأدخلني ساحات التفاؤل
وجدت فيه إجابات التساؤل
أنا الآن فى مصر الحديثة
النظيفة الجديدة الأمينة
أرشق الزيف. العناد. الفساد
أرشق كل من قتل شباب البلاد
يا أيتها الثورة العظيمة
تحتفي بك مصر والعالم
بل كل العقول المستنيرة
يا قمر أضاء الحياة
وجعل للمصري فخر وقيمة
يا أيتها الثورة العظيمة
يا أيتها الثورة العظيمة

مصرية
بعد الآن
لن أقرأ صفحات جريدة
تكتب كلمات معسولة
سيباح الصدق على أرضي
والحق بفعل.. لا مقولة
لن يخضع ضعفي لضغوط
أقبلها آخرة الأولي
لن أصمت عن أي فساد
لأعيش حياة مذلولة
انزاح الخوف الأسطورة
لن أندم عن كوني صبورة
أو أسند رأسي على حائط
يبكي قرارات منقولة
أقبلها دون معارضة
خوفاً من أشخاص مأجورة
ستطيح بعمري و بجهدى
أو تأخذ مالي أو أرضي
لو أفصح عن قمع الصورة
الآن الثورة مصرية
انفرط العقد بحرية
لشباب مصري صامد
لينادي حكام الفوضي
يرشقهم وبقلب جامد
أعداء الحق بمصلحة
ووعود ذو قلب جاحد
الآن سأكتب حرية
أتنفس عبق الحرية
وأناشد صدق البشرية
وبقلمي أكتب مصرية
قبلاتي لأيادي شباب
منحونا نور الوطنية
لنهار يمحو العبودية
ثورتهم تعلن للعا لم
تاريخ الأمة المصرية