يناير مختلف

يناير مختلف
لا ترتجف يناير هذا العام مختلف. إذا كنت ترفض أو تأتلف فأمسك معى بطرف الألف وانكشف لا تنزوي لا تعتكف.
تكلم. حاور. ناور. اطرح الخوف أرضاً. لا تصمت لا ترتجف فيناير هذا العام مختلف.. فهيا نعترف.
يثور يناير بصوت المحترف ليلملم جراح الوطن ليكون شباب مصر والشعب والجيش صناع صباح الحرية وأعياد النصر والعدالة إنها ثورة وجود شامل وكامل وقادر على طرح إجابات الأسئلة السابقة والصمت بالمسكوت عنه.. إنها ثورة شعب مصر التى أدهشت العالم واكتشفت قدرات وعبقرية شبابها وشعبها ثورة الكم والكيف شمولية وتراكمية وجذرية تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية والشرعية إنها مبهرة بروعة المفاجأة فجرت المصداقية والرؤية الجماعية التنظيمية لما بها من معجزة منجزة تطلق ميلاد جديد للوطن العزيز وصباحاً طاهراً نقي سلمياً يستخدم منظومة الثورة المدنية.. أصر المصريون على تطوير الحياة بما يتناسب مع نيل الحياة أدركوا أن ثورتهم ستغير وجه التاريخ والجغرافية، أيضا فى المنطقة العربية بأكملها لأن مصر هى أم البلاد ابتكر شعب وشباب بلادي ثورة من نوع خاص ليصنعوا  النهضة للروح الوطنية ويستردوا روح الولاء والوفاء والانتماء بالعودة إلى الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية بالقوة الجبرية ليعيدوا رسم الحلم والأمل والصورة المصرية الأصيلة العظيمة بقدر عظمة هذه الثورة التى هى وسام على صدر كل مصري نقلت الثورة الشعبية إلينا العصر الإلكتروني والعالم الافتراضي وافترشته على أرض الواقع بكل المعاني التنويرية لتطرح على أرض ميدان التحرير نظرية التحرير بروح الفريق والاقتناع التام بالقضية.. وهذه أهم عوامل نجاح ونصر الثورة وهو الكل على قلب رجل واحد ونسيج وهدف واحد (لمصر).. إنها ثورة متحضرة بنظافة أخلاقية وأدبية.. ثورة علمية تكنولوجية سلمية ذكية بتلاحم حضاري تمثل مصر الحديثة الجديدة.
إنها ثورة المرأة تشارك الرجل كما تعودنا فى كل الثورات المصرية والوحدة الوطنية بالإصرار على محورية التغيير والتعامل مع الصمود بكفاءة الوجود والتمكن والمصداقية فى التطوير والنمو.. لقد دقت أجراس الحرية فى يناير المختلف.. لشباب يحتضن المنهج ليغير أقدار الموكب ويتحدى ويتصدى باسم الضمائر المصرية النقية التى تعلن قانون الإشراق والأمل والتفاؤل وأيضا التحذير والتأثير والتقدير.. كان الوطن هو (ميدان التحرير) استقبل مريديه بالقرآن والإنجيل. 
أيادي ترتفع بالدعاء وكلمات تردد هتافات تطالب بالحياة بصورة أخرى بحفاوة إنسانية غير ذي قبل.. بمبادئ تناسب مصر.
فلهذا كان يناير مختلفاً، يناير شجاعاً لا يرتجف لا يأبى الشهادة بل يؤمن بأن مصر ولادة وصاحبة الريادة.
يناير هذا العام حضر بشباب ذات قوة وشجاعة. كان المطر أحلاماً والرعد دعاء ورجاء لرب السماء. والبرد هتافات وصراخاً بالتغيير وتحسين المصير واسترداد خيرات الوطن.. واستجاب القدر لشباب يناير الذى غير وجه السائد والحالي وكتب تاريخ مصر بربيع يتألق زهوراً وزهواً، وتطلعاً لغد أفضل وأنقي وأنجح وأصدق. أعمق. أقوى.. غد ضميره يستيقظ لعدل. حرية. حب. وطنية. عدالة اجتماعية. علاقات عربية قوية. وأمانات سياسية داخلية وخارجية تحمي أبناء ومصالح هذا الوطن العريق المجيد.            
يناير الأمل يمنحنا ثورة الشباب وراءها الشعب والجيش فلا نخاف ولا نهاب فالله يحفظ مصرنا المحروسة.
والتحية كل التحية لهؤلاء الشباب الساهرين على أمن الوطن من اللجان الشعبية والرجال الذين حافظوا على كرامة المنازل وقت المحن. مسلم ومسيحي كلنا مصريون على أرض مصرية تحمينا بخيراتها وتاريخها وتمنحنا البقاء الكريم الآمن.

يناير الثوار يعيد لنا الثقة بالمستقبل والقرارات التى انتبهت للحقوق ومحاربة المتلاعبين بالوطن لأغراض ومصالح شخصية سلطوية انتهازية. لأنانية الفرد على حساب المجتمع لنفوس مأجورة للهدم لا للبناء.
 أيها الأقوياء الآن أصابتنا عدوى الشجاعة واستنباط القوة والمشاركة ومفاضلة العام على الخاص ها نحن جميعاً كمصريين نمد أيدينا بعضاً لبعض لنمنع الأذى ونصد كيد الخارجين عن القانون.
نتماسك مسلمين ومسيحيين لنصنع حائطاً بشرياً أسفل كل منزل وعلى ناصية كل شارع مصري ومنشآت ومؤسسات ومتاحف وممتلكات الشعب.. لنحمي أنفسنا بأنفسنا لنغير تاريخ المعتقدات ونفتت الفتن ونمنع الحرائق ونروى الحدائق وننظف الشوارع والميادين من الجمود، والجحود، والفساد، والخارجين عن التقاليد البشرية المجتمعية الإيمانية الإنسانية. نصنع الآن حدوداً من فروع الأشجار التى تشاركنا الحياة بفضل الله سبحانه.
هكذا فعل الرجال والسيدات من فروع وجذوع الأشجار حماية شائكة وأسلاك هالكة على النواصي وأوقدوا بعض منها للتدفئة من البرد القاسى الذى تحول إلى دفء فى المشاعر والالتحام والأيادي الممتدة بالتعاون والتناوب والنهوض من الأزمة ومحاربة الفجوة التى أطاحت بنا جميعاً.
كانت المنازل جميعها يعلو بها صوت الدعاء والصلاة والمساجد تحتضن آيات الذكر الحكيم لكي تطمئن القلوب لنجاة النفس والوطن من المحن.
يناير هذا العام يصالحنا على أنفسنا وعلى الحياة. يوقظ أيامنا بالتفاؤل وسراج الأمل وسعادة الفرح بالشمس المشرقة التى تتسرب أشعتها للقلوب والصدور لتشفي غليل الغضب الثائر من الفساد.. السماء الصافية ترتمي بزرقتها فى أحضان البحر لتطرح فى العمر الصفاء بعد العناء لترضينا بالارتواء.
 يتبدل الليل نهاراً وتنام أشعة الشمس فى أحلامنا ومستقبلنا. وتعدنا بغد أفضل. يتفاخر بتاريخ اليوم.. ستغنى الطيور معنا ونحن ننسق ثنائيات التحام، نتوحد ونستيقظ لنهتدي إلى الصواب ونصحح الرؤية والخرائط والمسارات والمفاهيم والمعتقدات والأيدلوجيات والإستراتيجيات لتناسب مصرنا العظيمة الجميلة الكريمة الذكية النورانية المحروسة ليوم الدين إن شاء الله.